كيدهن عظيم




أخذ الشاب ماريك اولسوزيكي يتقلب في فراشه طوال ليلته يعاني آلام مبرحة في واحد من أسنانه منتظرا الصباح بفارغ الصبر فالعرب تقول "لا وجع الا وجع الضرس ولاهم الا هم العرس" وعلى الفور توجه إلى عيادة أسنان قريبة جدا من منزله ويعرفها تمام المعرفة أنها عيادة الطبيبة (آنا ماكويل) طبيبة الأسنان الماهرة وبعد أن حقنته بمخدر موضعي في لثته أخذت آلام الشاب (اولسوزيكي) تتلاشى رويدا رويدا فدخل في (غفوة) وأسلم أسنانه لأيادي الطبيبة الماهرة ، لقد نسي المسكين أن الطبيبة ماهي الا خليلته (السابقة) التي هجرها قبل أسابيع قليلة ويبدو أن  (اولسوزيكي) نسي ذلك كله بسبب الأرق وشدة الألم ، أما الطبيبة (آنا) فما أن شاهدته مستلقياً  ومستسلما على كرسي العلاج لا حول له ولا قوة حتى فاجأتها مشاعر متضاربة بين الطبيبة المهنية وبين الإنسانة (المجروحة) ، وكأني بها تقول في سريرتها بما قال به عبيد بن الأبرش (أتـتك بحائن قدماه) والحائن من حان وقت هلاكه وقانا الله وأياكم .
 بدأت الطبيبة (آنا) (الخليلة السابقة) وعلى الفور بخلع السن المريض ثم وجدت نفسها تخلع سناً بأثر سن حتى خلعت جميع أسنانه ، ثم قامت بلف فكيّه بقطعة كبيرة من الشاش وأخبرته بعدما أفاق من "غفوته" بأن عليه ألا يزيل اللفافة ولا بد من أن يزور أستشاري متخصص بجراحة الفم والأسنان على الفور، لأنها واجهت مضاعفات أثناء خلع السن الذي أصبح هو وإخوته في خبر كان ، (اولسوزيكي) من صدمته بما سمعه سارع بالاتصال بخليلتة (الجديدة) والتي تعذر عليها فهم ما يقول فما كان منه الأ أن أستعان بالطبيبة لأبلاغ رسالته لها وعندما حضرت للعيادة وحينما رأته على تلك الحالة المزرية وبعدما أخبرتها الطبيبة بحقيقة ما جرى لأسنانه غادرت خليلتة (الجديدة) العيادة بعدما قالت "لا يمكن أن أكون خليلة لرجل بلا أسنان".

وبعد أن تلقى (اولسوزيكي) الصاعقتان وفي فترة زمنية قصيرة تمالك نفسه وذهب لإبلاغ الشرطة ، والتي أودعت الطبيبة (آنا) على الفور السجن حتى عرضها على المحكمة وحكم عليها بالحبس لمدة 3 سنوات لانها رفضت وبشكل متكرر طلب المحكمة دفع تعويض لخليلها السابق (اولسوزيكي) ليتمكن من "زراعة" أسنان جديدة  وليبقى بدون أسنان لسنوات قادمة ، لقد أفسدت عليه حياته كما أفسد عليها حياتها.

حينما سال أحدهم أحد العارفين من أيهما تخاف يا مولانا من كيد الشياطين أم كيد النسوة ، فأجاب على الفور وبدون تردد - كيد النسوة يا بُنّي ، فـفيه قال الله عز وجل "أن كيدهن عظيم" أما كيد الشيطان فهو ضعيفا وتلى قوله تعالى "إن كيد الشيطان كان ضعيفا".
فتبصر يارعاك الله.